You are currently viewing المعافي بن زكريا وأهم أقوال العلماء فيه

المعافي بن زكريا وأهم أقوال العلماء فيه

لقد قدم الكثير من المحدثين والفقهاء الكثير من الخدمات الجليلة للدين الإسلامي، ويكونوا بذلك أيضاً إحدي نعم الله الذي أنعم بها علي الدين الاسلامي، ويعتبر المعافي بن زكريا واحداً من أبرز وأهم هؤلاء المحدثين، وخلال هذه المقاله سنعرض نبذه تفصيليه عنه وعن حياته.

المعافي بن زكريا ونسبه

هو أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى الجريرى النهرواني و قد كان يقال له أيضاً ابن طرار كان قاضياً، وواحداً من الادباء الفقهاء، فقد كان له شعر حسن، وقد قيل له الجريرى أيضً لأنه كان متبعاً لمذهب ابن جرير الطبري، فكان المعافي بن زكريا  له تصانيف عظيمة في الأدب وغيره من العلوم والآداب المختلفة.

 مولده ونشأته

ولد عام 303 هـ في النهروان بالعراق وقد كانت النهروان حينها من البلاد الذي تدرس الدين حق تدريس وتعلمه حق علم، فنشأ على حب الدين والعلم والشغف بهما فكانت نشأته نشأة دينية خالصة إذ حفظ المعافي بن زكريا القرآن الكريم صغيراً فتدبره وأحسن حفظه في فترة قليلة ومن هنا أدرك قدراته في الحفظ فدرس الحديث النبوي الشريف وحفظ وكتب عن كثير من الأئمة والمحدثين في وقته حيث المعافي بن زكريا ممن يجالسوا الشيوخ ويرتبطون بهم فأخذ عنهم علماً كثيراً ونباهة لا محدودة كما أخذ عنهم أيضاً الكثير من الصفات الحميدة كالاخلاص وحب الأخر والإبحار في طلب العلم دون كلل أو ملل، فأضاف المعافي أيضاً لعلمه منذ نشأته علمي الفقه والتفسير فجالس الكثير من الفقهاء في خطبهم وسمع لهم بانتباه كما جالس مفسري القرآن الكريم فأخذ علماً وافراً وجليلاً عن كل ممن جالسهم وظهرت نشأته الدينية وتاريخه العلمى مع الدين فيما تركه من مصنفات ثمينة.

علم المعافي بن زكريا

لقد قصر المعافى بن زكريا حياته على العلم والأدب وحبه لهما، فلم يرغب في منصب أو جاه أو سلطان، بل كان المعافي بن زكريا يدفع المناصب والجاه عن نفسه عملاً ونقلاً ورواية لحديث رسول الله، وحذر المعافي بن زكريا من السعي إلى الأمارة وأنذر الساعي من وبال المصير وسوء العاقبة، وقد أحبه معاصروه لذلك كله، ووصفوه بما هو أهل له، كان علم المعافي بن زكريا لا محدوداً فقد جمع الكثير من العلوم الدينية في وقت واحد فبداية من حفظه للقرآن الكريم وهو أولي مراحله العلمية كان المعافي بن زكريا أيضاً ممن درسوا الفقه وتعلموه فكان فقيهاً وإماماً جليلاً، كما أغرم بعلم التفسير فعرف معاني القرآن الكريم ومقاصده، أما الحديث فكان هو ذروة علم المعافي بن زكريا حيث حفظ الكثير منه علي يد مشايخه وظهر حفظه فيما رواه من حديث نبوي شريف من بعده.

أقوال العلماء فيه

  • قال الخطيب : لقد كان المعافي بن زكريا واحداً من أعلم الناس بالفقه واللغه والأدب والنحو وقد ولي القضاء بمنطقة باب الطاق، وقد كان المعافي بن زكريا على مذهب ابن جرير فلقب بالجريري لذلك، وقد بلغنا عن أبي محمد البافي أنه كان يقول دوماً: إذا حضر إلينا أبو الفرج فقد حضرت إلينا العلوم كلها
  • وقال أيضاً الخطيب عنه: لقد حدثني القاضي أبو حامد الدلوي فقال : لقد كان أبو محمد البافي يقول : لو أوصى رجل بدفع ثلث إلى أعلم الناس لوجب أن يدفع هذا المال إلى المعافى بن زكريا لأنه كان أعلم الناس
  • وأضاف الخطيب : لقد سألت البرقاني يوماً عن المعافى بن زكريا، فقال لي : لقد كان المعافي أعلم الناس، وكان ثقة صدوق ولم أسمع منه
  • وحكى عنه أبو حيان التوحيدي أيضاً فقال: لقد رأيت يوماً ما المعافى بن زكريا نائم مستدبر الشمس في جامع الرصافة إحدي الأيام الممطرة، وقد كان به آثار الضر والبؤس والفقر عظيم بالرغم من غزارة علمه وأدبه
  • وقال عنه أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي: لقد قرأت بخط يد المعافى بن زكريا قال: لقد حججت يوماً فكنت بمني، فسمعت مناديا يقول: يا معافى، يا أبي الفرج، فاستدرت واجبته فقلت: من المنادي، من يريدني، ثم نادى المنادي مرة أخري: يا أبا الفرج المعافى بن زكريا النهرواني، فقلت: ها أنا هو، ماذا تريد؟ فقال : لعلك من نهروان العراق فنحن نريد نهروان المغرب فعجبت من ذاك الاتفاق الغريب ، وعلمت أن هناك بالمغرب مكان يسمى بالنهروان

إنجازاته في الإسلام

كان المعافي بن زكريا ممن أنجزوا العديد من الانجازات في الاسلام، إذ روي الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة وبفضله فإن بعضها لايزال مذكوراً حتى يومنا هذا ويؤخذ به في مواضع عديدة، كما كان المعافي بن زكريا ممن صنفوا المصنفات فكان من أصحابها الذين ألفوا كثيراً في الدين الإسلامي عامة وعلم الحديث خاصة ورغم أن كتبه ليست موجودة كلها إلا أن الكثير من المصادر ذكرت ذلك، كما كانت من إنجازات المعافي ابن زكريا هو انشاءه جيلاً من المحدثين الذين رددوا الحديث النبوي الشريف لمدة كبيرة من الزمن بعده، وتضاف إلي إنجازاته الجليلة أيضاً في خدمة الدين الإسلامي أنه كون جيلاً من المحدثين الذين رووا الحديث النبوي الشريف علي مدار أزمن عديدة، فكان المعافي بن زكريا وتلاميذه يتبينون في الحديث النبوي الشريف بدقة وكانوا لا ينقلون إلا صحيح الحديث بعد تدبر وتبيان، كما كان المعافي بن زكريا أيضاً واحداً ممن يصعدون المنابر ليخطبوا في الناس ويفيدوهم بالعلم، وكانت هذه هي إنجازات المعافي بن ذكريا الملموسة في خدمة الدين الإسلامي.

بعض مؤلفاته

لقد ذكرت الكثير من المصادر أن المعافي بن زكريا قد ألف كثيراً من الكتب، وذكر له الذهبي وابن النديم تفسيراً في العديد من المجلدات والذي هي حوالي ستة منها ومن هذه الكتب البيان الموجز عن علوم القرآن المعجز و مصنفه الكبير الجليس و قام الأستاذ محمد محمد مرسى الخولى بتقديم رسالة دكتوراه عنه وكتابه (الجليس والأنيس) وعن عمله في تحقيقه ولكن الوحيد الذي وصلنا من كتبه هو كتاب الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي.

بعض شيوخه

تعلم علي يد الكثير من الشيوخ والعلماء والفقهاء في بلدته والبلاد الأخري الذي سافر اليها، كما أخذ عن شيوخه العلم والصفات الحميدة التي امتاز بها كما روي عنهم الحديث النبوي الشريف، ومن أبرز هؤلاء الشيوخ والفقهاء الذين روي عنهم:

  • أبا القاسم البغوي
  • أبا محمد بن صاعد
  • أبا بكر بن أبي داود
  • أبا سعيد العدوي
  • أبا حامد الحضرمي
  • القاضي المحاملي

قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)

بعض تلاميذه

وكما تعلم المعافي علي يد الكثير من المحدثين فقد علم أيضاً الكثير من الشيوخ والعلماء الأجلاء فكانوا تلاميذاً له كما رووا عنه الحديث النبوي الشريف، ومن أمثلة هؤلاء:

  • أبو القاسم عبيد الله الأزهري
  • القاضي أبو الطيب الطبري
  • أحمد بن علي التوزي
  • أحمد بن عمر بن روح
  • أبو علي محمد بن الحسين الجازري
  • أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي

قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )

وفاة المعافي بن زكريا

توفي بالنهروان حيث ولد في شهر ذي الحجة سنة تسعين وثلاثمائة عن عمر يناهز خمسة وثمانون سنة تاركاً إرثاً إسلامياً من العلم والمعرفة والأدب والتي أفادت الكثير من المسلمين والمجتهدين في دراسة العلم.

قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)

المصادر:

مصدر 

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

المصدر 6

المكتبة الشاملة – المعافى بن زكريا

الأعلام للزركلي

تاريخ بغداد

المجلس الخمسين من كتاب “الصالح” ورقة 14 ب

تذكرة الحفاظ

معجم الأدباء

اترك تعليقاً